الزبير ابن العوام نسبه:
هو : أبو عبدالله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب
يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجد الخامس (قصي)
أمه : صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم
عمته : أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
زوجته : أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين رضي الله عنها
وهي أم عبدالله بن الزبير أول مولود للمسلمين بعد الهجرة
ولادته ونشأته:
كَانَ عَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدٌ، أترابا، يَعْنِي: وُلِدُوا فِي سَنَةٍ ،
وَكَانَتْ أُمُّهُ صَفِيَّةُ تَضْرِبُهُ ضَرْباً شَدِيْداً ، وَهُوَ يَتِيْمٌ .
فَقِيْلَ لَهَا : قَتَلْتِهِ ، أَهْلَكْتِهِ . قَالَتْ : إِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَي يَدِبّ * وَيَجُرَّ الجَيْشَ ذَا الجَلَبْ
اسلامه:
أسلم الزبير بن العوام وعمره خمس عشرة سنة أو أقل ،
وكان من السبعة الأوائل الذين سارعوا بالإسلام
ثباته في الإسلام:
كان للزبير -رضي الله عنه- نصيبا من العذاب على يد عمه ،
فقد كان يلفه في حصير ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه ،
ويناديه : ( اكفر برب محمد أدرأ عنك هذا العذاب )
فيجيبه الفتى الزبير رضي الله عنه : ( لا والله ، لا أعود للكفر أبدا )
أول سيف اشهر بالإسلام:
الزبير بن العوام رضي الله عنه كان فارسا مقداما ،
وإن سيفه هو أول سيف شهر بالإسلام ، ففي أيام الإسلام الأولى
سرت شائعة بأن الرسول الكريم قد قتل ، فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه ،
وسار في شوارع مكة كالإعصار ،
وفي أعلى مكة لقيه الرسول - صلى الله عليه وسلم -
فسأله ماذا به فأخبره النبأ فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم له بالخير ولسيفه بالغلب
هجرته:
هاجر إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة ومعه أمه صفية بنت عبد المطلب
غزواته فى سبيل الله:
قَالَ الزُّبَيْرُ: مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا المُسْلِمُوْنَ، إِلاَّ أَنْ أُقْبِلَ، فَأَلْقَى نَاساً يَعْقِبُوْنَ.
وَعَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ نَجْدَةُ الصَّحَابَةِ: حَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ.
و قد روى مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ أن َفِي صَدْرِهِ أَمْثَالُ العُيُوْنِ مِنَ الطَّعْنِ وَالرَّمْي.
عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ فِي الزُّبَيْرِ ثَلاَثُ ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ: إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتِقِهِ،
إِنْ كُنْتُ لأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيْهَا، ضُرِب ثِنْتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَوَاحِدَةً يَوْمَ اليَرْمُوْكِ.
غزوة بدر:
كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فَارِسَانِ: الزُّبَيْرُ عَلَى فَرَسٍ، عَلَى المَيْمَنَةِ،
وَالمِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ عَلَى فَرَسٍ، عَلَى المَيْسَرَةِ.
وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عمَامَةٌ صَفْرَاءُ، فَنَزَلَ جِبْرِيْلُ عَلَى سِيْمَاءِ الزُّبَيْرِ.
يوم أحد:
قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي! كَانَ أَبُوَاكَ -يَعْنِي: الزُّبَيْرَ، وَأَبَا بَكْرٍ - مِن:
{الَّذِيْنَ اسْتَجَابُوا لِلِّهِ وَالرَّسُوْلِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ}
لَمَّا انْصَرَفَ المُشْرِكُوْنَ مِنْ أُحُدٍ، وَأَصَابَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وَأَصْحَابَهُ مَا أَصَابَهُمْ، خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا،
فَقَالَ: (مَنْ يُنْتَدَبُ لِهَؤُلاَءِ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ بِنَا قُوَّةً؟).
فَانْتُدِبَ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ فِي سَبْعِيْنَ، فَخَرَجُوا فِي آثَارِ المُشْرِكِيْنَ، فَسَمِعُوا بِهِم، فَانْصَرَفُوا.
قَالَ تَعَالَى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوْءٌ} لَمْ يَلْقَوا عَدُوّاً.
يوم الخندق:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الخَنْدَقِ: (مَنْ يَأْتِيْنَا بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ؟).
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ عَلَى فَرَسٍ، فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ.
ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ.
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ.
ثُمَّ الثَّالِثَةَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ).
و روى أَنَّ الزبَيْرَ خَرَجَ غَازِياً نَحْوَ مِصْرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيْرُ مِصْرَ:
إِنَّ الأَرْضَ قَدْ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُوْنُ، فَلاَ تَدْخُلْهَا.
فَقَالَ: إِنَّمَا خَرَجْتُ لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُوْنِ، فَدَخَلَهَا فَلَقِيَ طَعْنَةً فِي جَبْهَتِهِ
فضائله:
أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ سَبْعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، مِنْهُم: عُثْمَانُ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ،
فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى الوَرَثَةِ مِنْ مَالِهِ، وَيَحْفَظُ أَمْوَالَهُمْ
وقد كَانَ لِلزُّبَيْرِ بنِ العَوَّام أَلفُ مَمْلُوْكٍ يُؤَدُّوْنَ إِلَيْهِ الخَرَاجَ ،
فَلاَ يُدْخِلُ بَيْتَهُ مِنْ خَرَاجِهِمْ شَيْئاً . بَلْ يَتَصَدَّقُ بِهَا كُلِّهَا .
قَالَ جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ : بَاعَ الزُّبَيْرُ دَاراً لَهُ بِسِتِّ مَائَةِ أَلفٍ ،
فَقِيْلَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ! غُبِنْتَ . قَالَ : كَلاَّ ، هِيَ فِي سَبِيْلِ اللهِ .
الشورى:
عندما طُعن عمر بن الخطاب و أراد أن يستخلف
قَالَ عُمَرُ : إِنَّهُمْ يَقُوْلُوْنَ : اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَالأَمْرُ فِي هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ
الَّذِيْنَ فَارَقَهُمْ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ،
ثُمَّ سَمَّاهُمْ. و منهم الزبير بن العوام
أَصَابَ عُثْمَانَ رُعَافٌ سَنَةَ الرُّعَافِ، حَتَّى تَخَلَّفَ عَنِ الحَجِّ ،
وَأَوْصَى ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ،
فَقَالَ : اسْتَخْلِفْ . قَالَ : وَقَالُوْهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : مَنْ هُوَ ؟
فَسَكَتَ الرجل . فَقَالَ عُثْمَانُ : قَالُوا : الزُّبَيْرَ ؟
قَالُوا : نَعْم .
قَالَ : أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنْ كَانَ لأَخْيَرَهُمْ مَا عَلِمْتُ ،
وَأَحَبَّهُم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ عُمَرُ: لَوْ عَهِدْتَ أَوْ تَرَكْتَ تَرِكَةً كَانَ أَحَبُّهُمْ إِليَّ الزُّبَيْرُ،
إِنَّهُ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الدِّيْنِ.
الزبير و الفتنة:
بعد استشهاد عثمان بن عفان خرج الزبير و طلحة الى البصرة
للأخذ بثأر عثمان ، وكانت ( موقعة الجمل ) عام 36 هجري
طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر عَنْ مُطَرِّفٍ،
قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا جَاءَ بِكُمْ، ضَيَّعْتُمُ الخَلِيْفَةَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُوْنَ بِدَمِهِ؟
قَالَ: إِنَّا قَرَأْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ:
{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيْبَنَّ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}
لَمْ نَكُنْ نَحْسِبُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ.
قَالَ عَلِيٌّ: حَارَبَنِي خَمْسَةٌ:
أَطْوَعُ النَّاسِ فِي النَّاسِ: عَائِشَةُ،
وَأَشْجَعُ النَّاسِ: الزُّبَيْرُ،
وَأَمْكَرُ النَّاسِ: طَلْحَةُ، لَمْ يُدْرِكْهُ مَكْرٌ قَطُّ،
وَأَعْطَى النَّاسِ: يَعْلَى بنُ مُنْيَةَ،
وَأَعَبَدُ النَّاسِ: مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، كَانَ مَحْمُوداً حَتَّى اسْتَزَلَّهُ أَبُوْهُ.
موقعة الجمل:
عَنْ أَبِي جَرْوٍ المَازِنِيِّ قَالَ : شَهِدْتُ عَلِيّاً وَالزُّبَيْرَ حِيْنَ تَوَاقَفَا ،
فَقَالَ عَلِيٌّ : يَا زُبَيْرُ! أَنْشُدُكَ اللهَ ، أَسَمِعْتَ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَقُوْلُ : ( إِنَّكَ تُقَاتِلُنِي وَأَنْتَ لِي ظَالِمٌ ) .
قَالَ : نَعَمْ ، وَلَمْ أَذْكُرْهُ إِلاَّ فِي مَوْقِفِي هَذَا ، ثُمَّ انْصَرَفَ .
فانْصَرَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ عَنْ عَلِيٍّ، فَلَقِيَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ ، فَقَالَ : جُبْناً جُبْناً !
قَالَ: قَدْ عَلِمَ النَّاسُ أَنِّي لَسْتُ بِجَبَانٍ ،
وَلَكِنْ ذَكَّرَنِي عَلِيٌّ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَحَلَفْتُ أَنْ لاَ أُقَاتِلَهُ
الشهادة:
لمّا كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله
و سارع قاتل الزبير الى علي يبشره بعدوانه على الزبير
ويضع سيفه الذي استلبه بين يديه ،
لكن عليا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن وأمر بطرده قائلا :
( بشر قاتل ابن صفية بالنار ) وحين أدخلوا عليه سيف الزبير
قبله الإمام وأمعن في البكاء وهو يقول :
( سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله )
وبعد أن انتهى علي - رضي الله عنه -
من دفنهما ودعهما بكلمات انهاها قائلا :
( اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمان من الذين قال الله فيهم :
( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين )
ثم نظر الى قبريهما وقال :
( سمعت أذناي هاتان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول : ( طلحة و الزبير ، جاراي في الجنة )
وصيته:
عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ ، دَعَانِي . فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ،
فَقَالَ : يَا بُنَيَّ! إِنَّهُ لاَ يُقْتَلُ اليَوْمَ إِلاَّ ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُوْمٌ ،
وَإِنِّي لاَ أُرَانِي إِلاَّ سَأُقْتَلُ اليَوْمَ مَظْلُوْماً ،
وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي ،
أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئاً ؟
يَا بُنَيَّ! بِعْ مَا لَنَا ، فَاقْضِ دَيْنِي ،
فَأُوْصِي بِالثُّلُثِ ، وَثُلُثِ الثُّلُثِ إِلَى عَبْدِ اللهِ ،
فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ،
فَثُلُثٌ لِوَلَدِكَ . قَالَ عَبْدُ اللهِ :
فَجَعَلَ يُوصِيْنِي بِدَيْنِهِ ، وَيَقُوْلُ :
يَا بُنَيَّ ! إِنْ عَجِزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ ،
فَاسْتَعِنْ بِمَوْلاَيَ . قَالَ :
فَوَاللهِ مَا دَرَيْتُ مَا عَنَى حَتَّى قُلْتُ :
يَا أَبَةِ ، مَنْ مَوْلاَكَ ؟
قَالَ : اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ -
قَالَ : فَوَاللهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ ،
إِلاَّ قُلْتُ :
يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ،
فَيَقْضِيَهُ